كلمة المعهد الفلسطيني لأمراض السكري بمناسبة اليوم العالمي للسكري - د.محمد حمارشة.
خصصت منظمة الصحة العالمية تاريخ الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام للتذكير بمرض السكري وقد أطلق شعار"السكري تعنى به كل عائلة"على أحتفالية هذا العام تأكيدا على دور العائلة الاساسي في العلاج والوقاية من مرض السكري عن طريق تقديم الدعم لأفرادها المصابين و المحافظة على العادات الصحية السليمة : من تناول للأكل الصحي وممارسة الرياضة بشكل دوري والمحافظة على الوزن المثالي .
بداية فان مرض السكري هو متلازمة أيضية تظهرعلى شكل ارتفاع في سكرالدم ناتج عن نقص في تركيز هرمون الانسولين سواء كان جزئيا أم كليا , أو نتيجة لخلل في عمل هذا الهرمون نتيجة لزيادة الوزن والتي بدورها تقلل من فعاليته.
و مرض السكري له ثلاثة أنواع رئيسية: السكري من النوع الأول وهوناتج عن نقص شديد في تركيز الإنسولين في الدم بسبب تكون أجسام مضادة تدمرالخلايا المفرزة للإنسولين وعادة ما يحدث في الأطفال والمراهقين. السكري من النوع الثاني وهوناتج عن مقاومة الجسم للإنسولين نتيجة لزيادة الوزن بالأساس مع وجود الإستعداد الوراثي والذي يؤدي إلى إرهاق البنكرياس وإرتفاع سكرالدم مع مرور الزمن وعادة مايصيب البالغين , ولكن إزدادت نسبة حدوثه في الأطفال في السنوات الأخيرة بسب ارتفاع معدلات الاصابة بالسمنة وقلة الحركة والتغذية الغيرسليمة ، وأخيراالسكري المصاحب للحمل ويحد ث نتيجة لفشل الخلايا المفرزة للإنسولين من تلبية حاجة الحامل من الإنسولين لأسباب غيرمعروفة بشكل واضح مع ارتباط هذاالامر بالاستعداد الجيني ومقاومة الانسولين.
تشير الاحصائيات العالمية الى زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بمرض السكري , حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أعداد المصابين بالسكري حول العالم ب 425 مليون مصاب , منهم 39 مليون مصاب في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا وبنسبة واحد من أصل أحد عشر من البالغين ممن هم فوق الثامنة عشر من العمر . و من المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بهذا المرض في الخمسة و العشرين سنة القادمة في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا اذا استمرت وتيرة الاصابة بهذا المرض على ما هي عليه , لتصل الى 82 مليون مصاب بحلول العام .2045
وتأكد الدراسات على أن سبعين الى ثمانين بالمئة من نسبة الصابين بالسكري من النوع الثاني كان بالامكان تفادي الاصابة بها لو اتبع المصابون نمط حياة صحي بشكل يومي ومنتظم , ولكان من الممكن التقليل من الأعباء المادية لعلاج المرض ومضاعفاته والتي قدرت ب 727 مليار دولار في العام 2017 لوحده وذلك على مستوى العالم ككل.
هذا وتنصح منظمة الصحة العالمية تبني سياسات على مستوى الدول تقوم على التاكيد على الدور المحوري لاتباع نظام صحي متكامل يقوم على نظام غذائي و رياضي سليم وخصوصا لدى الأطفال و الشباب لتقليل امكانية الاصابة بالمرض لاحقا , اضافة الى فرض الضرائب على المشروبات الغازية و العصائر المحتوية على نسبة سكر عالية وتحويل عوائدها لدعم أسعار الفاكهة و الخضار لايجاد بدائل صحية تساهم في حماية المجتمع من هذا المرض .
ونحن في فلسطين لسنا بعيدين عن الأرقام العالمية للاصابة بالسكري , حيث جاء في تقريرمركزالمعلومات الصحية الفلسطيني أن نسبة مرضى السكري تبلغ حوالي 10 بالمئة من مجموع السكان في الأراضي الفلسطينية وبيّن التقريرأن نسبة مرضى النوع الأول من السكري حوالي 5%، بينما تبلغ نسبة مرضى النوع الثاني 95% من مجموع مرضى السكري في فلسطين.
لذلك فنحن نجد انفسنا امام تحدي شديد الاهمية مع احد اكثر امراض العصر الحديث انتشارا و خطورة, وأضحى لزاما أن تتظافر الجهود لوضع اليات للسيطرة على مرض السكري وذلك عن طريق تبني استراتيجية وطنية بعيدة المدى تقوم على أهمية للوقاية من هذا المرض والكشف المبكرعن المصابين للتقليل من عواقبه الوخيمة على الصحة العامة.